شِغلِك مقّدس

شِغلِك مقّدس

أغسطس 7, 2019 1 By Joyce
Like it? Share it

كلنا شايفين هيك صُوَر الموجودة بكثرة عالإنترنت عن الأمومة، الأولاد، وشغل البيت اللي ما بيخلص. منطلّع بحقيقة هالصور ومنشوف حالنا وحالة بيتنا وولادنا اللي ممكن نخجل نفرجيها للآخرين، ومنضحك. أنا شخصيًا مشاركة هيك صُوَر مع زوجي وأصحابي لنضحك على هالواقع اللي كل أم وعيلة بتختبره.

بس لكون صادقة، في مرّات بشوف هيك صُوَر وقلبي بيغص. بدون ما كون قاصدة، بينبت بقلبي شويّة شعور بالغضب، بمرارة، بعدم اكتفاء أو تعب من الدوران على نفس الشغل “السّخيف” يوم بعد يوم. وبصير إشفق على نفسي…

“زوجي مش مضطر يعمل هالشغل بس أنا مبلا! أنا لهيك درست وأخدت شهادات؟! عمري هيك بدّو يروح على تغيير حفاظات وطبخ؟”

شو بخصوص YOLO؟[1] (عندي فرصة وحدة للحياة)

طيّب FOMO؟[2] (الخوف من إنّو يروح عليّ شي)

إزا الرب عارف كل شي أنا عمّ حسّه وعمّ فكّر فيه، شو رأيه بهالمشاعر وهالأفكار؟ هل فكره متل فكري عن شغلي بالبيت؟ هل بيعتبر مشاعري بعدم الإنجاز الأكاديمي أو المِهّني بمحلها؟ هل بيعتبر قعدتي بالبيت تضييع وقت أو بلا طعمة؟

الفلاسفة اليونانيين كانو يشوفو “الآلهة كأنها عقول مثالية – إنفرادية، مكتفية بذاتها، ما بتشارك بهرج العالم أو شؤون البشر. حتّى يصيرو الناس مثل الآلهة كان لازم ينسحبو من الحياة الناشطة ويكرسو أنفسهم للتأمل…. فإذًا العمل كان عائق بدرب أسمى مستويات الحياة.”[3]

نحنا بهالعصر، ممكن نعبّر عن هالفِكِر بصُوَر منتداولها online. ناس قاعدة على شراشف مكويّة، بيضا متل التلج، إجريها ممدودة، ماسكة كتاب وحدها فنجان قهوة، بكوخ ما فيو حدا وبعيد عن كل الناس، وهدوء تام. كلنا منتمنّى هيك أوقات من فترة لفترة. مش هون “المشكلة”.

لإرجع على موضوع التربية أو شغل البيت الروتيني تحديدًا، المشكلة ممكن تصير وقت شغلي اليومي، الروتيني، البسيط اللي ربنا بحكمته عطاني ياه بهاللحظة، بهالموسم من حياتي يتحوّل لتذمّر أو لشفقة على نفسي لأني لازم وبدّي كون عمّ أعمل شي أهّم أو أسمى، أو شي ما بدّو هالقد تعب جسدي، عاطفي أو فكري.

شوي شوي، وبدون ما لاحظ، بينمى بقلبي تمرّد أو رفض للمسؤوليّة الي بين إيديّ.  بصير بشتغل بعدم إكتفاء، بتذمّر، بعدم شكر.

بس إذا بسمح للرب يكشف نوايا قلبي، بذكرني إنو قدرتي للعمل أو الخلق بتعكس صورته فييّ، وإنّو شغلي اليومي، الروتيني، البسيط مش لعنة. بتكوين 1 منشوف إنّو الله اشتغل. الكلمات اللي منقراها هيّ خَلَقَ، عَمِلَ، قَال، دَعا، جَعَلَ، بارَك. وبتكوين 2 منقرا: وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ… وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ… وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ. وبعدين بعدد 15 منقرا: وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا.

هيدا كلّه قبل السقوط! بقول تيموثي كَلِير، “مننذهل من حقيقة إنو الله وضع العمل في الجنة لأننا منفكر بالعمل كَشَر لا بُد منه أو حتّى عقاب.”[4]

وممكن، (ممكن!)، يكشفلي كيف إنّو نبع كل هالأفكار…. كبريائي.

“أنا بستاهل أفضل من هيك!!”

بِشير تيموثي كَلير بنفس الكتاب لإقتباس من خادم وكاتب فيليب جنسِن بيقول،

“كيف ممكن يكون الله إزا بيجي للعالم؟ بالنسبة لليونانيين القُدامى ممكن يكون ملك-فيلسوف. بالنسبة للرومانيين القُدامى ممكن إنّه يكون رجل دولة عادل ونبيل. ولكن كيف إله العبرانيين قرّر يجي على العالم؟

إجا كنجّار.”[5]

في أوقات، ناس بتسألني شو بشتِغِل، برِّد، “ما شي، أنا مع الأولاد بالبيت.”

ما شي؟

شو هيِّ الأمومة؟ مش هيّ إهتمام وإطعام حياة ثمينة ولا ممكن تكبر لحالها؟ أو أولاد ما بتعرف اتدفي نفسها أو تحمي حالها من الخطر؟ مش هيّ تعليم الصح من الغلط ساعة بعد ساعة، يوم بعد يوم بالأقل عن 20 شغلة بالنهار؟ مش هيّ إعطاء حُب وأمان لأولاد بحاجة ماسّة لإلها؟ مش هيّ أولاً عن تعليم أولاد عن وجود إله بيحبهن، ومات ليفديهن من خطيّتهم، وعن تذكيرهم بالإتكال على نعمته للحياة؟

صلاتي لنفسي ولإلِك إنّو الرب يعطينا نشوف قيمة شغلنا من منظاره، قد ما كان صغير أو كبير، مهم أو بسيط! صلاتي إنّو الرّب يملا قلبنا بالشكر والإمتنان على يلّي عطانا ياه. وقت نشتغل أيّ شغل –جوّا البيت أو برّا – بموقف قلب بيرضيه، منكون عم نمجده ونخدمه هوّ!

علّمت حالي رتّل ترتيلة معّينة كل ما لاحظ حالي عمّ إنجر للأفكار اللي ذكرتها بأوّل المدوّنة. تعلّمت هالترتيلة أنا وصغيرة، ومع كل بساطتها، بتغيّرلي فكري وقتا ردّدها:

“هذا هو اليوم، هذا هو اليوم

قد صنعته، قد صنعته!

سنبتهج، سنبتهج، نفرح به

نفرح به!”

افرحي بكل يوم اعطاكِ ياه الرّب، واشكريه على كل شِغِل إيديكِ فيها تعمله!

[1] You Only Live Once

[2] Fear of Missing Out

[3] Timothy Keller, Every Good Endeavor, 33

[4] Ibid, 23

[5] Ibid, 37