بداية جديدة
في نوع معيّن من الأفكار اللي بتجي على عقلنا اللي بتشوّشنا، بتشكّكنا، وبتخلّينا نراجع قرارات أخدناها وماشيين فيها. يمكن أخدنا هالقرارات عشوائيًا، ويمكن فكّرنا فيها – بس مش بطريقة جديّة. هالأفكار بتزعزع الأمان اللي نحنا في والخطة اللي نحنا ماشيين فيها. وقتها بنتي لارا قرّب يصير عمرها سنتين، كنت حامل بإبني كارل، وبهالوقت بلّش نوع معيّن من هالأفكار اللي بتشكّك تجي على بالي أكتر وأكتر. شو هي هالأفكار؟ كأم، وإزا إنتي إم، هالأفكار يمكن مش غريبة عليكِ:
“اللي عم أعمله مش كفاية، وهيك ومش ملحقة”.
“عم تكبر بنتي وما عم شوفها كتير”.
“رح نعرف أنا وزوجي نربّي هالأولاد بطريقة مزبوطة.”
“التربية كتير أصعب من ما توقّعت!”
ولرجّع شويّة سلام لقلبي بهيديك الأوقات كنت جرّب أحكي مع حالي لإرتاح ولإرجع للواقع اللي أنا في- اللي بنتمنى يكون حقيقةً الأفضل. بعض هيدا الكلام هو “الكل ماشي هيك، فليش أنا لأ. شو أنا أحسن من مين؟”، “عصرنا وأيامنا هيك”، أو ببساطة “بلا تفلسف وتحميل حالك ذنب عالفاضي”.
بس هوليك الأفكار (وغيرها) كانت تخسّرني كتير من فرحي بالحياة اللي الرب عاطيني ياها، وبالبنت والبَيبي اللي الرب باركني فيهن. ما تفكروا انو كنت هيك 24/24، كنت رغم هالأفكار ممنونة كتير للرب. بس بصراحة، هيدا التناقض كان موجود: إمتنان وشكر، وخوف وهمّ.
وُصِل الوقت اللي تجرّأت وقلت لزوجي الياس اللي بقلبي: “الياس، بدي إترك الشغل وضلّ بالبيت مع الأولاد”.
تجرّأت مش لأني بخاف من الياس! كنت خايفة من المسؤولية اللي عارفة تمامًا إنّي مش قدها!
حياتي مع الياس حلوة وهينة. ولا مرّة رحت بدموع وصراع لعند الرب لحبّه أو لأعرف عيش معه. بس الأمومة أخدتني كتير مرّات للإحباط. حتّى بالأخر إركع وقول “يا رب مش قادرة!”
هلأ، وقتها إرجع وإتأمل بهيداك الوقت (هلأ لارا صار عمرها 5 وكارل 3)، بعرف انّو مش الأمومة بحد ذاتها هيي اللي وصلتني لهيدي الحالة. الأمومة بس كانت الظرف اللي فرجاني حقيقتي:
• إنّي أنا أبدًا مش قوية متل ما كنت مفكرة. ليلة وحدة بلا ما نام منيح بتعملني إنسانة صعب تتحاكا.
• إنّي أنانية وراحتي قبل كل شي – لازم نام مرتاحة وقوم مرتاحة.
• إنّي بخاف من الناس ورأيها فيّ. ما عرفت رضّع، حيقولوا أنا ما جرّبت كفاية؛ نصحانة، حيقولوا يي شو مبشّعة؛ مش مزبطة حالي، حيقولوا ليش طالعة هيك.
بس الأهم، عرفت إنه هالمخلّص اللي أنا بعبده وبحبّه، بعد عنده كتير شغل لازم يعمله فيّ لصير إشبهه.
نقص النوم، تغيير الروتين، فشلي بالرضاعة، التغيير بجسمي، شغل البيت، مسؤوليات الخدمة، الوظيفة، متطلبات الحياة… ايه، استنزفتني، بكتّني، فّشلتني. بس، كانت أكبر بركة من الرب لحياتي، لأنّها خلّتني روح لعنده زَحِف. بهيداك الوقت، شفت أنا مين وأنا شو.
والياس، شايف هيدا كلّه! وإجي قلّه “بدي اقعد بالبيت؟” كنت عارفة إنّه رح يخاف عليّ ويقلّي شو بدّك بهالشغلة. وهيك قال. بس بعد قعدة ورا قعدة، نقاش ورا نقاش، صلاة، قراية، استماع لوعظ عن هالموضوع… بعد أشهر، أخدنا القرار. رح إترك الشغل وأقعد بالبيت. وما أحلاه هالقرار!
هيدا الـ blogكان فكرة من وقتها لشارك أفكاري، ظروفي، صعوباتي وتعاملات الرب معي.
أمنيتي وصلاتي يكون هالـblog تشجيع لكل شخص عم يمرؤ بظروف بتشبه ظروفي. انا صرت “ست” و”قعدت” بالبيت. فأهلا وسهلا بالجميع!