
ليش بدّي ولاد؟
لو شي مرّة حدا سألني أوّل ما كان بدّي إتزوّج إذا بدّي ولاد وليش، كنت جاوبت أكيد بدّي لأنّي بحب الأولاد، لأن الأولاد بركة (عطيّة حلوة) لأنهم مهضومين وحلوين، أو لأنهم رح يعطوني فرح.
إذا انسأل السؤال بهالبساطة بعتقد جوابي كان رح بكون هيك بسيط.
لو في حدا أصّر أعطي إجابة شوي أعمق من هيك، كنت زدت بعض الأفكار من هون وهون بإنّه العيلة دَعِم لبعضها، حلوة لوقت الوحدة أو الكَبَر، أو لأن الله هيك قرّر إنّه الدني تكون.
بس بعصرنا الحالي، في أشخاص ممكن تتحدى هالأجوبة. “يعني إنتي أنانيّة وعمّ بتفكري بحالك! ليش ما بتربّي كلب، مثلًا! الأولاد مش للتسلية”.
في شخص سأل زوجي الياس مؤخرًا إذا ما بِخَاف من المخاطرة من إنجاب أولاد بما إنّه في إحتمال إنهم يطلعوا أشرار أو فاشلين بالحياة. وكان السؤال: “لشو المجازفة؟”. وإذا الواحد بفكّر بالموضوع، أكيد إنجاب الأولاد فيه مجازفة.
للإضافة، هلاء في نوع من التفكير عند بعض الأشخاص بالغرب اللي بيقول إنه لازم الناس توقّف الإنجاب لأنه إنجاب الأولاد مؤذي للبيئة. بعض النساء سمّوا هالمشروع Birthstrike أو “الإضراب عن الإنجاب” لأنهم بيعتبروا إنّه العالم كتير شرير، وكتير فيه دمار وشقى، ونهايته بشعة لدرجة إنّه ما في أمل.[1] فوحدة من الطرق برأيهم لإنقاذ العالم، بالإضافة الى إستخدام الأكياس المتكررة الإستعمال، وقف إستعمال البلاستيك، وقف أكل اللحوم…إلخ، هي وقف إنجاب الأولاد على هالدني.
من الملفت إنّه الشخص اللي كان عمّ بقابل وحدة من هول السّيدات سألها: إذا مزبوط العالم ما فيه أمل، مش الحل هو العكس – إنجاب أطفال ليكونوا الأمل لهالمستقبل المظلم؟ بمعنى آخر، عم يسألها ليش ما بتجيبوا أطفال بهدف تثقيفهم وتعليمهم ليكونوا جزء من الحل بدل إعتبارهم تفاقم للمشكلة؟
وباختصار، جوابها كان إنّه بتحترم هالرأي.
بين رأيها، رأيهُ، رأيكم، ورأيي أنا، رأي الكتاب المقدّس أهم. في شخص فسّر ليش بطريقة حلوة. قال إنّه ما حدا بيحّب يوصل على السينما متأخّر على الفيلم 5 دقايق، لأنّه البداية بتفسّر كتير أُمور ومن الصعب نفهم القصّة مزبوط إذا ما عرفناها.[2] ولنقدر نفهم قصّة هالدني وحياتنا وهدفها، فينا نتحزّر ونعطي كتير آراء، ولكن الله من محبته لإلنا كشف هدفه وما تركنا نتحزّر.
ب “بعد ولد؟!” شفنا إنّه الأولاد بركة وميراث من عند الرّب، وإنّه وحدة من الطرق اللي منعكس فيها طبيعة الله الخالق هيّ بالعمل المثمر، وبالقدرة على الخلق – إنجاب الأولاد – والإهتمام الجسدي، والمعنوي والروحي فيهن. الرب ما وعدنا بأولاد، بل هنّي عطيّة. هنّي هديّة. والهديّة مش مجبور العاطي يعطيها وإلّا بطّلت هديّة.
بس هدف هالعطيّة، شو؟ بمعنى آخر، وقت تصير هالعطيّة بين إيدي، شو بعمل فيها؟
بالعهد القديم، بتثنية 6: 4 – 9، مكتوب:
“الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ، وَارْبُطْهَا عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ، وَلْتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ، وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ.“
الرب بهالكلمات بوّصيهم إنّهم يحبّوه أولاً، وإنهم يخبروا أولادهم عن وصاياه وعن تعاملاته معهم هنّي وقاعدين، ماشيين، قبل النوم، بعد النوم، بالبيت وعالطريق! يعني، عيش حياتك بالكامل للرّب، وعَيّش أولادك لنفس الهدف؛ محبّة الرب ومعرفته.
فينا نختصر التربيّة المسيحيّة هيك: التربيّة المسيحيّة هيّ تلاميذ، بيدربوا تلاميذ، اللي بدورهم رح يدربوا تلاميذ، بقوة الله، لمجد الله![3]
التربيّة المسيحيّة هي مهمة مميزّة ومزدوجة إنّنا نكون أهل أرضيين وبنفس الوقت أهل روحيين عمّ نبشّر ونتلمذ ولادنا ليربى جيل جديد للمسيح.[4] تَد تريب(Tedd Tripp) بكتابه “ارع قلب طفلك” استخدم تعبير أثّر فيّي كتير وقت وصف قلب الطفل كأصغر أرض للمعارك في العالم، وذكّرني إنّه لازم كون عم “إنخرط” بحرب شرسة ليلاقوا أولادي الشبع والفرح بس بمعرفة الله الحي وعبادته.”[5]
كل يوم لازم إتذكّر إنّه قبل ما يكون بدّي الصّحة، النجاح، الجمال أو الشّعبيّة لولادي، الكتاب المقدّس بوّصي إنّه لازم تكون رغبة قلبي وهدفي عّلم أولادي يحبّوا الله وكلمته ويختاروا يعبدوه. وقت جبناهم على هالأرض، جبنا روح خالدة، بدها تقضّي الأبديّة يا بالسما مع الله، يا بالجحيم! هالشي خلاني وقّف واتطّلع على ولادي بطريقة مختلفة، وربيهن والأبديّة بفكري.
“أولادكم بحاجة لخبز الحياة (يوحنا 6: 35). إنتم بحياتهم لطّعموهم هالخبز… حطّوا ثقتكم برسالة الإنجيل، كلمة الرّب، خبز الحياة. هيّ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ (روميّة 1: 16). برهنوا عن هالثقة بتعليم كلمة الرّب بإنتظام لأولادكم. جسدوها بحياتكم.”[6]
ليش بدّي ولاد؟ للمسيح! كيف بدّي ربيهم؟ للمسيح!
مهمّة كبيرة؟ أكيد.
بس، شو هالشرف!
[1] https://qz.com/1590642/these-millennials-are-going-on-birth-strike-due-to-climate-change/
[2] George C. Scipione, The Battle for the Biblical Family, 3.
[3] Idea presented at a parenting course taught by Danny Rurlander at Moorlands Church, 2018.
[4] أكيد، هيدا مش معناته إنّه الموضوع معادلة/formula لأنّه أولادنا بشر عندهم الخيار والمسؤلية بطريقة التجاوب مع اللي عمّ نعلّمهم ياه. نحنا ممكن نعمل كل شي منقدر نعمله وولادنا يختاروا العكس، بس هيدا ما بخفف من مسؤوليتنا بالعمل بأمانة والصلاة لأولادنا يريدوا يعبدوا هالإله اللي نحنا منعبده.
[5] تيد تريب، ارع قَلب طفلك، 43.
[6] William P. Farely, Gospel – Powered Parenting, 192.