
على حساب شو؟
أنا ما خصني أبدّاً بالطّب.
ولكن قد ما بشوف وبسمع من الناس آراء مختلفة، خاصةً حاليًّا عن موضوع كورونا واللقاح المضاد، بجرّب إقرا مقالات لإفهم وجهات النظر المختلفة. ناس بتقول ليش مع وبتدعم رأيها بإحصائيات وعلم، ناس بتقول ليش ضّد وبتدعم آرائها بإحصائيات وعلم، وناس محتارة ونوعًا ما خايفة ومش عارفة مين تصدّق. أنا من الأشخاص اللي موجودة بالفئة الأخيرة. ولأّن معرفتي غير كاملة بهالمواضيع وبحياتها ما رّح تكون كاملة قد ما عملت “my own research” أو أبحاثي المتواضعة، مستعدّة أخد قرار حسب شو حكيمي بيقّلي وعلى قد معرفتي المحدودة.
بتمنّى لو كان عندي المعرفة الكاملة لأعرف المستقبل. ويا ريت عندي القدرة الكاملة لإتحكم بمصيري وبمصير اللي حواليي. بس ما عندي هالقدرة، وبهيك أوقات الرّب عّم بذكّرني بمحدوديتي كإنسان وأهميّة إتكالي عليه بالأوقات اللي مش عارفة بوكرا كيف رّح يكون.
مع إنّه الآراء والأفكار مختلفة عن الكورونا والكمامة والتطعيم، أكتريتنا منتفّق إنّه تعبنا من الحجر والبعد عن الأصدقاء والعيلة والكنيسة. كلنا تعبنا من الخوف على حالنا، على ولادنا، على أهلنا. كلنا تعبنا من المرض والموت، ومن صور ناس منحبهّا فارقت الحياة، وكلنا تعبنا من الأصوات اللي عّم تصرخ بآذانا إنّه هيّ المحقّة ونقطة عالسطر. هالأمور كلها عّم بتزيد الهّم فينا، عّم تخسّرنا سلامنا وعّم تخسّرنا اللي بقي فينا من طاقة لنعمل أبسط وأهّم الأمور اللي بحاجة نعملها بالوقت الحالي. وبالمقابل؟ وقتنا، طاقتنا، كلماتنا وأفكارنا عّم يُستنزفوا بالهّم، بالخوف أو بالخناق على نتايج مجهولة ومستقبل مليان سينايروهات ولا ممكن نتحكّم فيها بقراراتنا وحكمتنا المحدودة.
بهيك أوقات، بشجعكّم تتذكروا مقطعين من الكتاب المقدس:
كلمات بولس الرسول للكنيسة برومية
وَمَنْ هُوَ ضَعِيفٌ فِي الإِيمَانِ فَاقْبَلُوهُ، لاَ لِمُحَاكَمَةِ الأَفْكَارِ. وَاحِدٌ يُؤْمِنُ أَنْ يَأْكُلَ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَمَّا الضَّعِيفُ فَيَأْكُلُ بُقُولاً. لاَ يَزْدَرِ مَنْ يَأْكُلُ بِمَنْ لاَ يَأْكُلُ، وَلاَ يَدِنْ مَنْ لاَ يَأْكُلُ مَنْ يَأْكُلُ، لأَنَّ اللهَ قَبِلَهُ. مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ، لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ. وَاحِدٌ يَعْتَبِرُ يَوْمًا دُونَ يَوْمٍ، وَآخَرُ يَعْتَبِرُ كُلَّ يَوْمٍ. فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ: الَّذِي يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ يَهْتَمُّ. وَالَّذِي لاَ يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ لاَ يَهْتَمُّ. وَالَّذِي يَأْكُلُ، فَلِلرَّبِّ يَأْكُلُ لأَنَّهُ يَشْكُرُ اللهَ. وَالَّذِي لاَ يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ لاَ يَأْكُلُ وَيَشْكُرُ اللهَ. لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ، وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ. أَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. (رومية 14)
متل ما بولس كتب، لازم نتعلّم نعطي بعضنا البعض مجال للإختلاف بأمور ثانويّة. وحتى لو تناقشنا بموضيع آراءنا فيها مختلفة، لازم نكون عّم نحكي مع بعض بتواضع وبلطف محتملين موقف ورأي الآخر اللي معقول يكون نابع من قلّة معرفة، خوف، أو حتى من ضمير ضعيف. ريك ثوماس كتب، “لازم يكون هدف المسيحي مش حتّى يخلق شق رفيع ولو رفع شعر الراس بالجسد المحلي. بغض النظر عن موقفك بالقضايا الثانوية، ما فيك تساهم بأي إنقسام بالجسد. في طريقة مناسبة للاختلاف والمناقشة.”
The Christian’s goal is not to create even a hairline crack in the local body. Regardless of where you land on secondary issues, you cannot contribute to any division in the body. There is a proper way to disagree and discuss. Rick Thomas
إذا نحنا بكلماتنا ساهمنا بالهجوم والمسخرة على آخرين بجسد المسيح، لازم نعيد النظر ونتوب إنّه سمحنا لمواضيع ثانويّة تجزئنا وقت دمّ المسيح نسفّك ليجمعنا.
كلمات يسوع بإنجيل متى
“وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. متى 10: 28
هالكلمات بتذكّرنا نشكر الله إنّه حمانا من خطر أكبر بكتير من كورونا والموت الجسدي! وإنّه لو شو ما صار معنا من مرض وألم بهالحياة، نفوسنا بإيدي أمينة عطتنا حياة أبديّة. والأهّم بهالأوقات نتذكّر إنّه العالم اللي ما عندها يسوع رّح تواجه خطر الموت الأبدي إذا ما خبّرناها!! لا منظمة الصحّة العالمية، ولا الأطباء، ولا أي دولة رّح تنبّه الناس من هالخطر غير نحنا، الكنيسة.
بدّي الناس تكون بصحّة جيدة؟ أكيد.
بدّي الناس تعرف مخاطر المرض وخطورة الإستخفاف بالوقاية؟ نعم.
بس مش على حساب إنشقاقات بجسد المسيح. ومش على حساب خلاص نفوسهم من الموت الأبدي اللي محتّم يوصلوا لإله إذا ما سمعوا إنجيل المسيح.