
التربية بغضب
كان يوم روتيني متل كل الأيام.
أنا وكارل بالبيت لوحدنا للظهر، وبعدين بتجي لارا من المدرسة. بغديها، بسألها عن نهارها وبلعب معها شوي، بتلعب شوي مع كارل وبيها وقت يجي عالبيت، بعدين منحضرهن للنوم.
بس بهيداك اليوم كانت عصبيّة أكتر من العادي. مبيّن عليها إنها محبطة/frustrated. هي تقول “خلص” لكارل وهو يبقى حايم حوليها ويخرّبلها كل شي عم تعمله، أو ياخد لعبة من إيدها، أو ببساطة يتحّشر فيها ليلعب معها. مش عم تعرف شو تعمل ليفهم عليها وقت تقله “خلص”. بلّشت تعلّي صوتها بغضب، تدفشه، وتخبط إيديها عالطاولة بقوة كل شوي. كل ما تعلّي صوتها أو تضرب إيديها عالطاولة، إجي أنا إحكي معها وذكّرها بشي جديد:
“ماما، بعرف إنّك معصبة، بس جربي ما تعلّي صوتك.”
“ما تضربي خيّك.”
“كارل، لارا عم تقول لا. تَع معي إلعب بهيدي اللعبة.”
“شو رأيكن تعملو هيك، تلعبو هيك؟ …”
“لارا، ما بقى تخبطي إيديكي عالطاولة هيك.”
بس كان صعب عليها بهالضغط تعرف تعمل اللي عم قوله. وأنا عم صيرfrustrated كمان وصلّي “يا رب، مش هيّن هالموضوع. حتّى أنا مش عارفة كيف ساعدها. بدّي ياها وقت تغضب تعرف كيف تتصّرف – بس حتّى أنا مش عم بعرف أعطيها حلول تساعدها بطريقة عملية.”
ضل هالشي يصير لشي ساعة ونص. هي تعصّب وتخبّط إيديها عالطاولة، وإجي أنا إحكي معها. لحتّى بلأخر عصّبت كتير، قرّبت وجّي عوّجها، وخبطت إيديّ عالطاولة بقوة وصرخت عليها “لارا خلص!”
وبنفس اللحظة اللي عم إتطلّع عليها بعيوني الغضبانة منها، الرب بكتّني. حسيته عم بقلّي، “شو الفرق بينك وبينها؟” وتذكرّت الأوقات اللي كنت قلها “ماما، شو بيقول الكتاب المقدس؟ إغضبوا… ولا تخطئوا” (أفسس 4: 26).
وبهيدي اللحظة، تحوّل الغضب بعيوني تجاها لحنيّة، لأنّها بهاللحظة كانت بحاجة لنعمة ولمساعدة، مش لقصاص وغضب.
شافت إنّه عيوني تغيّرو. قلتلها تعي لعندي. حطيتها بحضني، وقلتلها “ماما، أنا ضعيفة متلك. أنا كمان بغضب وما بعرف شو أعمل. تعي نصّلي أنا ويّاكِ للرب يساعدنا.” صليت معها هيّ وقاعدة بحضني راسها على قلبي. طلبت السماح لتنيناتنا، والقوة والحكمة لتنيناتنا، وشكرت الرب إنه بيحبنا مع إنّو بيعرف إنه نحنا ضعاف.
كانت هيدي اللحظة لحظة تعليميّة لإلي ولالها. هي بتذكرني فيها للقصة كتير مرّات، وأنا كمان بتذكرها وقت ردة فعلي الأوليّة تكون غضب بدل ما تكون فرصة لعلّمها.
بالكتاب المقدس، برسالة أفسس 4: 29، الآية بتقول: لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ.
شو ردة فعلِك لمّا الأولاد ما يطيعوكِ أو ما يفهمو عليكِ؟ لما تعيدي الشغلة كتير والأمور تضّل زاتها. ردة فعلنا كبشر إنّنا نغضب، نفشل، نشفق على وضعنا معتبرين حالنا ضحيّة، نهرب (لـ Facebook، الأكل، التسوّق، الأرغيلة، الأوضة…) أو نستسلم للواقع كأن مش رح يتغيّر، فلشو تعب القلب ونجرّب. حتى منوصَل كتير أوقات لنبرّر تصرفاتنا وتصرفات أولادنا بأنها “طبيعيّة”، ومننسى إنّه حتّى بهالأوقات الرب ما ببرّر خطيّتنا، بس بريد يستخدم هالظروف ببيوتنا لتعلّمنا الصبر، ضبط عواطفنا تحت الضغط، والعيش بنعمة مع اللي حولينا.
إزا مش بهالأوقات الصعبة رح نتعلّم هالأمور، أيمتا؟ إزا مش مع عيلتنا اللي أكتر شي منعرفها وبتعرفنا، وأكتر شي منحبها وبتحبنا، مع مين؟
الرب بدّه يغيّر قلبي وقلبِك. وبدّه يستخدم هالأوقات ليعمل هالشي. المرّة الجاية اللي بتحسي حالك مخنوقة، والأولاد عبق وعائق لراحتك أو شغلك، ارفعي صلاة للرب لتشكريه على هالفرصة بالذات لتكتشفي نقطة ضعفك، ووين لازم الرب يغيرك، إنتِ وواثقة إنّه “الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (فيلبي 1: 6).
wow …very touching… I am tryig to have this patience with my sons…but this is so hard !