
الحق مش عالولد
“تخايلوا” معي هيك سيناريوهات:
ولد بالسوبرماركت مع أهله وبدّو شي طيّب (أو حتّى خيارة). الأهل بطريقة أو بأخرى بقولوا “لا”! ردّة فعل الولد هي الصريخ أو البكي، أو الإثنين سوا.
بنت عم تلعب مع رفيقتها ورفيقتها أخدتلها اللعبة. لتسترجع اللعبة، بتضرب رفيقتها وبتاخد اللعبة بالقوّة منها. أو، بترمي حالها عالأرض وبتلبّط وبتصرّخ ليركضوا الأهل مفجوعين ليقدروا يفهموا شو صار.
إخوة عم يلعبوا مع بعض بالبيت والألعاب كلها عالأرض بالغرفة. الماما أو البابا بيطلبوا منهم ضّب الألعاب ليتحضّروا للنوم. الأولاد بجاوبوا الأهل بتعابير متل “ما بدّي!”، “لاااااااااا”، كبّ الألعاب بغضب عالأرض أو التجاهل الكامل لحكي الأهل.
إذا عشتوا أو شفتوا هيك سيناريوهات، كيف بيكون موقفكم؟ (أكيد، بتفرق الأجوبة حسب عمر الولد. بعتقد كل ما بيكبر الولد، منكون متوقعين منه “الأفضل”).
إذا مناخد الولد بالسوبرماركت مثلاً، معقول نقول:
- حرام، يمكن جوعان.
- حرام، يمكن نعسان.
- حرام، يمكن مريض.
- أكيد بدّو يعمل هيك، ما بيفهم.
بعض الأشخاص معقول يعتبروا الأهل السبب الأساسي لتصرف الولد:
- كان لازم يتشاوروا مع الولد. يعطوا الولد خيارات. “بتاكلها هلاء أو بعدين.” “هاي الشوكولا أو هاي؟”
- الأهل ما فسّروا للولد سيئات الشوكولا.
- لو قالوا “OK” ما كان عمل هيك، شو بيصير يعني إذا أكل.
- المرّة الجاي، لازم يجيبوا معهم “Snacks”.
مهم نقيّم المواقف اللي بتصير معنا ومع ولادنا لنعرف كيف فينا نصححها بالمستقبل. إذا السبب وحلّه موجود بين إيدينا أو هو نتيجة تقصيرنا (عدم تلبية إحتياجات الولد الأساسيّة، تفضيل ولد على ولد، مشاكل زوجيّة)، مسؤوليتنا نغيّر. لكن بدّي إحكي كمان عن الأوقات اللي ما منكون أصّرنا فيها ومنكون جرّبنا كلّ الطرق اللي منعرفها واللي قريناها بمواقع وكتب التربيّة لنتفاهم مع ولادنا لنستبق نوبات الغضب أو الـ Tantrumوما بيمشي الحال! بعد هيك أوقات، مشاعر الإحباط والفشل بتكون أصعب وأكبر، لأنّه إذا بعد كل اللي عملناه وهيك صار، شو الحّل؟!
بدّي طمنك ماما، إنّه مش مطلوب منّك الكمال – مع إنّه هيك عّم بخلينا المجتمع والأخصائيين بالتربية نشعر مرّات. شو ما جَرّبنا طُرُق، بعد في طُرُق ما جرّبناها. قّد ما جربّنا نفهم ولادنا، بعد في شي ما فهمناه. كيف ما حلّلنا شو صار، تحليلنا مش بمحلّه… ألخ.
ولكن شئنا أم أبينا، في تصّرفات ما رح نقدر نحكم فيها. ببعض الأوقات، ولادك وولادي رح يتصرفوا غلط، لو شو ما عملنا وقّد ما جربّنا طرق لنمنع هالشي يصير. ليش؟! تذكري أوّلًا – الأولاد مش أبرياء ! إذا نسينا هالحقيقة، رح نلوم نفسنا على شي مش دايمًا منقدر نتحكّم فيه ورح نجرّب طرق أُخرى كلنا منعرف ما بتودّي لنتيجة بنّاءة: الصوت العالي، الصوت الأعلى، التهديد، الرشوّة، أو الكلام والضرب العشوائي من ورا فقدان الأعصاب.
الموضوع اللي حابّة نجرّب نعيد النظر فيه بإختصار، إنّه هل من المعقول نكون عّم نحّط أكتريّة جهدنا وثقتنا بالمحل الغلط؟ هل من المعقول نكون عّم نحّط جهد أكتر لمنع التصّرفات اللي ما بدنا ياها أكتّر من إنّه نحّط ثقة وجهد بكيفيّة تجاوبنا مع هالتصرفات ذاتها؟
إذا بدنا نرجع للسيناريوهات فوق، وقت ولادنا ما يردّوا على توجيهاتنا وتكون ردّة فعلهم اللامبلاة، الصريخ واللبيط والعناد، في أكتر من فّخ معقول نوقع فيه كأهل.
أولاً، إنّه تكون رّدة فعلنا لوم التصّرف الغلط عالجوع، التعب، النعس… إلخ وبالتالي تبريّر هيدا التصرّف والسماح/القبول فيه. بروس. أ. راي بيقول بكتابه Withhold Not Correction “التعب أو المرض معقول يكونوا عوامل مساهمة. معقول يخلّوا الولد كسلان أو معصّب، بس عصيانه هوي أولًا مظهر من مظاهر الطبيعة الخاطية، ولازم نصحهها .” إذا بهيك أوقات ما منكون عّم نرشد أولادنا عالصّح، منكون عّم نخسر فرصة لندرّبهم كيف لازم يتصرّفوا حتى ولو كانوا جوعانين، تعبانين أو نعسانين. منسمع كتير جملة “ما لازم تقاصصوا الولد، لازم تعرفوا وتفهموا ليش عمل هيك قبل.” هل إذا عطاني إجابة، رح إسمح وبرّر الغلط بدل ما دّل عليه وأعطي بديل أفضل للمستقبل؟ سؤال يمكن أصعب، هل عّم نبعد كأهل مسيحييّن عن تسماية الغلط خطيّة؟ إذا منفكّر إنّه عّم نحميهم بهالطريقة منكون عّم نعمل العكس. بدعيكم تذّكروا أولادكم بخطورة الخطيّة ليفهموا ليش الله بعت المسيح كرمال يخلّصنا منها. إذا الخطيّة cute ومش مشكلة كبيرة، خلاص المسيح ببطّل إلّه قيمة! حاشا! هيدا أمر بيصيب جوهر إيماننا المسيحي. على قّد عمرهم، فسرولهم عن الخلاص الثمين اللي حقّقه المسيح كرمالنا. قبل الخبر السّار، في خبر كتير بشع. الخلاص حلو على قد ما الخطيّة بشعة.
ثانيًا، التأديب بهيك حالات ما بيتناقض مع محبتنا لإلهم أو تفهّمنا لوضعهم . الآية بعبرانيين 12: 6 بتذكرنا “لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ”. دافعنا وهدفنا للتأديب هوي نابع من محبتنا لأولادنا ومن محبّة الّرب إلهم،مش للإنتقام منّهم لانّهم زعجونا أو “جرصّونا”، وأكيد مش “لفّش خلقي” فيهم ونفّس عن غضبي.
ثالثًا، وهيدي النقطة حكيت عنها قبل ورح ضّل إرجعلها بكتاباتي، إنّه هدفنا “لتصحيح” تصرفات ولادنا هو مش بس قصّة سلوك أحسن لتسهيل حياتنا كأهل بالحاضر أو بالمستقبل يصيروا رجال ونساء بتعرف تتحكّم بمشاعرها وقت الضغط (مع إنّه اتنيناتهم مهميّن). وأكيد هدفنا ما لازم يكون للإفتخار بشطارتنا وشطارة أولادنا قدّام المجتمع وقدّام غير أهل، للتسابق مين أحسن من مين! هدفنا الأساسي بتربيتنا المسيحيّة هونوجّه أفكار أولادنا تجاه ملك وإله بحبهم، ونفرجيهم من كلمته إنّه الخطية ما بترضيه، وإنّه نعمته هي حاجتنا الاساسية. وقت إرجع إتذكّر إنّه تربيتي هيّ قبل كل شي تلمذة، بيصير الهدف اللي عّم إطمح لإله والطريقة اللي بريد إستخدمها لأوصل للهدف كلّيًا غير. بول تريب بيقول، “احتياجات طفلك أعمق بكثير من سلوكه المنحرف. تذكّر أنّ سلوك طفلك لا يظهر من تلقاء نفسه بدون سبب. بل يمثّل السلوك – أي الأشياء التي يقولها ويفعلها – انعكاسًا لحالة قلبه. وإذا أردت فعلاً أن تساعده، لا بدّ أن تهتم بتوجهات القلب التي تحفّز هذا السلوك. التغيير السلوكي الذي لا ينبع من تغيير قلبي لا يُعتبر أمرًا يستحق المدح، بل الذّم. أليس هذا هو الرياء الذي أدانه يسوع في الفريسيين؟”[2]
صراحة؟ أسهل “نتحكّم” بتصرفات خارجيّة من إنّه نتعامل مع الداخل – مع القلب. كيف فينا نوصل على قلب إنسان ونغيّره!؟ الكتاب المقدّس بيذكّرنا إنّه ما حدا إلّا الله بغيّر القلب:
وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. (حزقيال 36: 26)
هيدا الكلام بيشجّعنا لأنه بيذكرنا بمحدوديتنا، بإنّه مش من واجبنا نتحكّم بالظروف ولا حتّى بأولادنا بطريقة غير سليمة. والأهّم بيشجعنا بإنّهنروح لعند الرّب بالصلاة والتشفّع لأولادنا حتّى تعبنا وسهرنا يعطوا ثمر.
لساعدكم بشي عملي، هودي سلسلة أسئلة مقترحة من راي. أ. بروس لساعدنا بتلمذة أولادنا من كتابه Withhold Not Correction. أكيد، عدلوا الأسئلة بحسب عمر أولادكم
- What did you do? (شو عملت؟)
- What does God say about this? (شو بيقول الله عن هالموضوع؟)
- Was what you did right or wrong according to the scriptures? (هل التصرّف اللي عملته صح أو غلط بحسب الكتاب المقدّس؟)
- What happens when you disobey? (شو بيصير لمّا ما تطيع؟)
- What must I do as a parent under God’s ? (شو لازم أعمل أنا كأمك/بيّك وقت إنت ما تطيع؟)
- What ought you to do in the future? (شو لازم تعمل بالمستقبل؟)
قراءة الكتاب المقدس من الأساسيّات بتلمذة أولادنا. كل ما بيعرفوا كلمة الرّب أكتر، كل ما تصرفاتهم وقلوبهم بتتغيّر شوي شوي.ليعرفوا شو لازم يعملوا بالمستقبل (ومين لازم يشبهوا) جوابًا على سؤال 6، في كتير آيات صغيرة ممكن رددوها معهم بهيك أوقات. ولادي مثلًا صاروا حافظين أفسس 6:1 عن طاعة الأهل، رومية 12:17 عن عدم رّد الشر بالشر، فيليبي 2: 14 عن التذمّر وبعض الآيات عن مين هوي الله متل رؤيا 1:8.
الرّب يعطينا الصبّر نحنا وعّم نربّي لما نريد تغيير غير واقعي من ولادنا وبسرعة غير واقعيّة – ناسيين صبر الله ونعمته تجاهنا نحنا كأهل لما نخطي وما نفهم.
“إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ . (كورنثوس الأولى 15: 58)
[1] بروس. أ. راي، Withhold Not Correction، 99
[2]تيد تريب، ارع قلب طفلك، 24