إذا قرّب الوبأ؟

إذا قرّب الوبأ؟

Like it? Share it

لازم نلبس كمّامة؟ بلغي سفري هيدا الشهر؟ كتير خايفة على الولاد؛ بخلّي ولادي بالبيت أو بيروحوا على المدرسة؟

كتير أسئلة عم بتدور بأذهان الناس هيدا الشهر… كلّه من ورا كيان أصغر من إنه ينشاف تحت المجهر إسمه “فيروس”. فيروس كورونا مسبّب قلق بكل أنحاء العالم وبكتير هلع حول العدوى منه وتأثيراته ونسبة الموت منه.

الناس بالإجمال، والأهل بالتحديد، عندهم ردّات فعل متفاوتة على احتمال (أو حتى حصول) المرض. كأهل، منعتبر حالنا مسؤولين عن صحّة ولادنا وراحة بالهم، لكن الطريقة يللي منمارس فيها هيدي الأمر بتختلف: في أهل بلبّسوا أولادهم 6 قطع تياب فوق بعضها بطقس حرارته 20 درجة وغيرهم بالطرف التاني بيسمحوا لأولادهم ياكلوا أكل وقع على الأرض لأنّه “هيك بتنبنى المناعة”. طالما القوانين يللي منطبّقها على ولادنا عقلانية من الناحية الطبيّة، ما في خيار صح أو خطأ بالطريقة يللي منختار نحمي ولادنا فيها من المرض.

نقال كتير عن كيف ممكن نحّد من تناقل فيروس كورونا. الكتير من الفيديوهات عم تننشر على وسائل التواصل الإجتماعي من قِبل أطبّاء وعاملين بالحقل الطبي للتوعية وإعطاء النصائح عن كيف نتعامل مع الوضع الراهن. هيدا مش هدف هالمقال. مع ظهور هالوباء (إذا صح التعبير) الجديد، عم لاحظ كتير أهل عم يلجأوا للوعود الموجودة بالكتاب المقدّس كتأكيد لحماية الله إلهم ولأولادهم.

ما تفهموني غلط! الله قادر يحمي وبيحمي ورح يحمي أولاده إذا هيك مشيئته. بس من اللحظة يللي أخطأوا فيها آدم وحواء، الخطية دخلت عالمنا. نتيجة خيارهم اتّرجمت بالألم والشوق والتعب والمرض ونهايةً الموت. الكتاب المقدّس واضح إنّه في حرب متواصلة بين الشيطان وأولاد الله ابتداءً من لحظة السقوط. مقاطع عديدة بالكتاب المقدّس بتحكي عن حقيقة الحرب الروحية يللي بتواجه أولاد الله يوميًا (أفسس 6؛ 1 بطرس 8:5). الله بسلطانه المطلق (ولأسباب ممكن نعرفها ونفهمها أو لأ) بيسمح لأمور صعبة إنّو تصير مع شعبه (مثلاّ أيوب). فإذًا، كيف فينا نصالح هيدي الفكرة مع المقاطع الكتابية يللي بتحكي عن حماية الله؟ بشريًا، يمكن نحس إنّو هالفكرتين بيتناقضوا أو إنّو الله ما عم يكون أمين بحفظ وعوده.

مؤخرًا، كنت عم بقرأ كتاب لنانسي غثري إسمه “Even Better than Eden” (يللي ترجمته “حتّى أفضل من عدن”). هيّ كاتبة وأم مسيحية اختبرت خسارة ولدَين بعد أسايبع من ولادتهم. بنظري، قليلة التجارب يللي ممكن تكون بصعوبة هالشي. عبّرت عن صراعها مع السؤال يللي ذكرته فوق لمّا كانت عم تدرس مزمور 91. بتقول:

“بتذكّر كيف كنت قاعدة مع المجموعة هيداك النهار بدموع. قلتلّهم “ما بعرف كيف هالشي حقيقة.” الله سمح أنو نتعرّض لشر. الوباء قرّب من خيمتنا. فعليًّا، الله سمح لشي كتير أسوأ من إنو نصدم بحجر رجلنا. بالنسبة إلي، ما كأن حمانا أبدًا. الكلمات يللي على الصفحة ما كنت عم أشعر إنّها حقيقية أو بينوثق فيها. لكن بنفس الوقت، أنا كنت واثقة أن كلمة الله حقيقية وإنها بالفعل أثبت حقيقة بكل الكون. هالشي فهّمني إنّو في مشكلة بالطريقة يللي كنت عم أقرأ وأفهم فيها هالمزمور.”

كأتباع المسيح، نحن منآمن بأمانة الله واختبرناها. منعرف إنّو ولا مرّة بخلّ بوعوده، بس منظورنا لازم يتغيّر. وعد الله بحمايتنا ممكن بحالات معيّنة نشوفه بهالحياة لكن هالحماية رح تتطبّق حقيقةً وبالكامل لمّا الله يحمينا من الألم والشوك والتعب والمرض والموت النهائي والأبدي. من خلال موت يسوع على الصليب، أخذ هالأمور على نفسه وأعطانا بدالهم رجاء الراحة والمصالحة والعلاقة مع الله والطمأنينة والحياة. من خلال نصرة قيامته، المسيح سحق مخطط الشيطان للدمار.

شو بيعنينا هالموضوع كأهل؟

لازم يكون عنّا منظور أبدي فمنسمح لأولادنا إنّو يسرحوا ويمرحوا بالمطارات الموبوءة؟ أبداً! لازم بكل حكمة وتعقّل نتحمّل مسؤولية الوكالة يللي الكتاب المقدّس أوصانا فيها (1 كورنثوس 19:6) تجاه أجسادنا (وأجساد أولادنا). وهل هيدا بيعني إنّو مش لازم نطلب حماية الله الجسدية لأولادنا؟ أكيد لازم! الله بيكرم قلوبنا المتواضعة والمصليّة وبباركنا بالسلام والصحة أكتر بكتير مما منتخايل. بس قدّي صلاتنا بتكون أعمق وقيمتها أعلى لما بتطلب حماية أولادنا الأبديّة؟ الصلاة لمشيئة الله بحياتهم شي كتير أساسي؛ بتغيّر نظرتنا للأمور وبتقلب نظرتهم لكلّ إيامهم القادمة. وأولويّة حياتنا هي إنّو نعيش بالطريقة يللي بتدّل أولادنا على الله وإنّو نطلب بلجاجة منه يجذبهم لعنده ويحميهم من حياة أبدية بعيدة عن محضره!

بصراعنا الأرضي مع كلّ ما هو شر، لمّا أولادنا يمرضوا، لمّا أجسادنا تفشل، لمّا الخوف من المرض يسيطر علينا…الله بيبقى أمين. وبيوم من الأيام رح ننتصر معه على مخطّط الشرير للأبد بالمكان يللي “الموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد” (رؤيا 4:21).

إذًا، كيف لازم نغيّر صلاتنا من أجل أولادنا؟